2018-04-26

مناهج الجيل الثاني سحبت بقرار من الرئيس بوتفليقة


رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة:

مناهج الجيل الثاني سحبت بقرار من الرئيس بوتفليقة

استنكر برلمانيون ومختصون في التربية وأولياء تلاميذ قرار وزارة التربية القاضي بسحب كتب الجيل الثاني من المدارس، والعودة إلى البرامج القديمة، بحجة إثارة صعوبة فهم المواد المدرسة، وتراجع مستوى تلاميذ، واصفين الخطوة باللاعقلانية والارتجالية، كونها تتلاعب بمصير ما يقارب 9 ملايين تلميذ.

وفي هذا الصدد كشف رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة أن وزارة التربية اعترفت بسحبها لمناهج الجيل الثاني بكارثية الوجبة التربوية التي تقدمها لملايين التلاميذ، مشيرا إلى أنها سحبت بقرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.

وأفاد المتحدث أن ما يحاك داخل أروقة وزارة التربية خطير على المجتمع الجزائري، خاصة وأنه لم يتم الاستناد لأي شخص ولا منظمة اجتماعية خلال إعداد تلك المناهج بل تمت بكل سرية وتكتم في ظل إقصاء كل الفاعلين بقطاع التربية وتغييب تام للكفاءات والخبرات الجزائرية، رغم المطالب المتهاطلة على بن غبريت والمطالبة بالتريث قبل تطبيق إصلاحات الجيل الثاني.

ويرى المتحدث أن مناهج الجيل الثاني تفوق طاقة التلميذ، وهو ما وقفت عليه وزيرة القطاع متأخرة، كما أشار إلى قرارات أخرى كان لها الأثر السلبي على تعليم الطفل، ومنها كتب التربية التكنولوجية والمدنية للسنة الأولى ابتدائي، والتي هو في غنى تام عنها، مؤكدا أن كل الإجراءات التي تم اتخاذها في السنوات القليلة الماضية كانت غير مدروسة ولا يمكن تسميتها بالإصلاحات، وإنما قرارات بإيعاز للقضاء على التعليم الأساسي وكل من له رائحة التعليم الأساسي.

وكشف رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ انه تم مراسلة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شخصيا من أجل وقف مهزلة إصلاحات الجيل الثاني ومنع تطبيقها مطلع السنة الدراسية القادمة.

مفتش التربية السابق عبد القادر فوضيل

الجيل الثاني “خرافة” والبرامج القديمة لا تقل خطورة

صرح مفتش التربية السابق عبد القادر فوضيل أنه سبق وان أكد ان فكرة الجيل الثاني التي جعلتها وزيرة التربية الوطنية عنوان الإصلاح، فكرة زائفة و”خرافة ” لا أساس لها وليست لها دلالة علمية أو تربوية، ولا يمكن أن يستوعبها من يسمع الحديث عنها، وهاهي الآن وزيرة القطاع تقر بنفسها بفشلها وفشل إصلاحاتها التي يبقى التلميذ المتضرر الأكبر منها.

وبرر المتحدث فشل اصلاحات الجيل الثاني بالقول إنه ينبنى على مفهوم الجيل الأول والجيل الأول غير محدّد، في النص المصرّح به، متسائلا ” هل هو المناهج التي عرفتها المدرسة من بداية الاستقلال إلى يومنا هذا؟ وهذا غير مقصود، وهل الجيل الأول الذي تقصده الوزارة وتسعى إلى تجاوزه هو التغيرات التي حدثت منذ 2003، والتي اعتمدت فيها الوزارة على ما ورد في تقرير اللجنة الوطنية لإصلاح منظومة التربوية.”

وانتقد فضيل القرارات التي رافقت العملية التعليمية والتي لم تحترم حسبه شخصية الطفل التي يحددها علماء النفس، حيث أكد أن ما تم التخطيط له جاء بصفة ارتجالية، وهو ما دفع قطاع التربية نحو الأسفل وجعله يعيش حالة من التحلل، موضحا ان المدرسة الجزائرية شأن كل الجزائريين ويحق للجميع إبداء رأي وتقديم مقترحات بشأنها.

رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف

بن غبريت اعترفت بفشلها وفشل إصلاحاتها

دق رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف ناقوس الخطر جراء السحب المفاجيء لمناهج الجيل الثاني، معتبرا الامر اعتراف لمصالح وزارة التربية والوزيرة نفسها، بفشلها وفشل اصلاحاتها.

وندد بن خلاف اجبار وزارة التربية تلاميذ السنوات الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط، دون سابق إنذار، للعودة الى البرامج القديمة، علما أنهم درسوا السنوات الأولى والثانية والثالثة والرابعة ابتدائي وفقا لكتب الجيل الثاني، ونفس الأمر بالنسبة لتلاميذ السنة أولى والثانية والثالثة متوسط.

واعتبر المتحدث انه سبق وان حذرت الجبهة من هذه الاصلاحات، خاصة وانها تمت بشكل سري وتم إعداد مناهج في زمن قياسي لا يتعدى الستة أشهر، مشيرا الى ان الإصلاح لا ينبغي أن يقوم على أساس الاستفراد بالقرارات وتهميش الخبراء والأسرة التربوية والشركاء الاجتماعيين، لأن قضايا التربية والتعليم حساسة.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية ان التربية بالجزائر بحاجة الى مصالحة تربوية، علمية وأخلاقية، وأن نتناول هذه المواضيع الهامة والملفات الجوهرية في تكوين الفرد الجزائري بذكاء العقل، ودور الوزير هو تحقيق الإجماع حول قضايا الأمة.

للاشارة، فقد افصح رئيس مناهج التربية الإسلامية، سيد علي دعاس ان الوزارة جمدت برامج الجيل الثاني الخاصة بالخامسة ابتدائي والرابعة متوسط وكتب الطور الثانوي كلها، لترك المجال أمام المرصد الوطني لمراجعة البرامج بعد أسبوع من تنصيبه.
و كشف المتحدث أن التعديلات في كتب الجيل الثاني جاءت بعد دراسات معمقة حول مدى إمكانية استيعاب التلاميذ للدروس المقدمة، والتي أكدت كلها على صعوبة الأمر، وهو ما دفعهم إلى تعديل البرامج.